بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز لمسلم ان يصلي في الكنيسة وهل يجوز للمسيحي ان يصلي في المسجد.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الأخ الكريم السائل عن صلاة المسلم في الكنيسة.
إذا اضطر المسلم للصلاة في الكنيسة فلا مانع من ذلك.
قال ابن قدامة رحمه الله: لا بأس بالصلاة في الكنيسة النظيفة، رخص في ذلك الحسن البصري وعمر بن عبد العزيز، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
وكره ابن عباس الصلاة في الكنيسة من أجل الصور، كما كره ذلك مالك رحمه الله.
والكراهة لا تعني التحريم، فقد أجازوها مع الكراهة.
والأولى عدم التوسع فيها بحيث لا تكون إلا لحاجة؛ لأن المصلي فيها يتعرض لمشاهدة الصلبان والصور، وقد يكون هناك نساء كاسيات عاريات كما هي العادة في الكنائس.
أما السؤال عن دخول غير المسلمين المساجد:
فالمسجد الحرام ممنوع على غير المسلمين دخوله؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة 28
وبعض العلماء قاسوا المسجد النبوي على المسجد الحرام في التحريم، أما بقية المساجد فهو مما اختلف فيه فمنهم من أجاز ذلك حتى لو أرادوا الصلاة، واستدلوا بفعل النبي صلى الله عليه عندما أذن لوفد نصارى نجران بالصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم، فاتجهوا إلى جهة المشرق وصلوا صلاتهم.
كما أورد ذلك ابن هشام عن ابن إسحاق في سيرته.
واستدل العلماء القائلون بجواز دخول غير المسلم للمسجد بحادثة ثمامة بن أثال حيث ربطه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسارية المسجد لمدة ثلاثة أيام وكان يومها مشركا، (ربط النبي صلى الله عليه وسلم ثمامة بن أثال الحنفي في المسجد قبل أن يسلم) متفق عليه.
وأسلم ثمامة بعد ذلك وكان من خيرة الصحابة، واستشهد في حروب الردة في البحرين رضي الله عنه.
والراجح: هو جواز صلاة المسلم في الكنيسة، وجواز دخول غير المسلم إلى المسجد باستثناء المسجد الحرام، إذا كان هناك ضرورة ومصلحة كما سبق أن بينا.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
- الفتاوى:
- المفتي: