السلام عليكم وبارك الله بكم
سؤالي هو عن شخص صلى الجمعة في سويسرا ولكن الخطيب كان يتكلم بالتركية… ولم يفهم هذا الشخص شيء من الخطبة سوى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآيات القران الكريم
فهل تحسب له صلاة جمعة كاملة؟
أم أن عليه صلاة 4 ركعات؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الأخ الكريم السائل عن خطبة الجمعة بغير العربية.
للعلماء أكثر من قول في هذا الموضوع، فالمالكية أكدوا على ضرورة العربية لخطبة الجمعة، بينما الجمهور قالوا بصحة الخطبة بغير العربية عند العجز عن النطق بالعربية، ومن هؤلاء الحنفية وقول للشافعية، ورأي للحنابلة، ومن ينظر إلى اتساع رقعة انتشار الإسلام اليوم؛ حيث لا تجد دولة على وجه الأرض إلا وفيها مسلمون، وكثير من هؤلاء لا ينطقون العربية، فمن غير المعقول أن نلزم هؤلاء بالاستماع إلى خطبة بلغة لا يفهمونها، والله تعالى يقول: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) إبراهيم 4
من هذا المنطلق قرر مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة بدورته الخامسة ما يلي: ( إن الرأي الأعدل الذي نختاره هو أنَّ اللغة العربيَّة في أداء خطبة الجمعة والعيدين ، في غير البلاد الناطقة بالعربية ليست شرطاً لصحَّتها.
ولكن الأحسن أداء مقدّمات الخطبة ، وما تضمَّنته من آيات قرآنية باللغة العربيَّة ؛ لتعويد غير العرب على سماع العربيَّة والقرآن ، ممَّا يسهِّل عليهم تعلُّمها ، وقراءة القرآن باللغة التي نزل بها ، ثم يتابع الخطيب ما يعظهم وينوِّرهم به ؛ بلغتهم التي يفهمونها)
أما عدم فهمك للخطبة كاملة فلا يضر بجمعتك؛ لأن الخطبة لا تخلو من آية تسمعها أو حديث تستفيد منه، ولك أجر من حضر الجمعة، فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهن أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى)) رواه البخاري.
أما سؤالك: فهل تصح صلاتك صلاة جمعة أو عليك أن تصلي أربع ركعات؟
ليس عليك أن تصلي أربع ركعات فصلاتك صحيحة وجمعتك مقبولة بتمامها إن شاء الله.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.