السؤال:
صلاة العصر هناك من يقول
أنه يتبعها ركعتين صلاة السنة وهناك من يقول لا صلاة سنة بعد صلاة العصر
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأخ الكريم السائل عن صلاة ركعتين بعد العصر.
سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سننا وحثنا على فعلها، سماها الفقهاء:
السنن الرواتب، والسنة الراتبة هي المرافقة للفريضة.
وتدخل في النوافل التي قال عنها الله تعالى في الحديث القدسي: ((…وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه…))
رواه البخاري.
والسنن الرواتب ورد فيها أحاديث منها:
الأول: عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين
قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل
الغداة كانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها فحدثني حفصة أنه كان
إذا طلع الفجر وأذن المؤذن صلى ركعتين )متفق عليه.
والحديث الثاني: عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله
عليه وسلم: ((مَنْ صَلَّى اثْنَتي عَشْرَةَ
رَكْعَةً كُلَّ يَوْمٍ تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي
الْجَنَّةِ)) رواه مسلم.
وفي هذا الحديث أضافت ركعتين عن حديث ابن عمر.
وهاتان الركعتان بينهما حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من
ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل
الظهر و ركعتين بعده و ركعتين بعد المغرب و ركعتين بعد العشاء و ركعتين قبل الفجر)) رواه ابن ماجه والترمذي والنسائي وصححه
الألباني.
ومعنى ثابر: داوم وحافظ عليها.
فهذه السنن الراتبة لم يذكر فيها سنة العصر، رغم أن هناك حديثا رواه عبد
الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله امرءا صلى قبل العصر أربعا)) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن.
فسنة العصر ليست من السنن الرواتب التي ذكرت في الأحاديث السابقة، ولكن
يستحب صلاتها نظرا لورود أحاديث فيها.
أما بعد صلاة العصر فهو وقت نهي لا يصلى فيه نافلة إلا ما كان من ذوات
الأسباب : كصلاة الكسوف، وتحية المسجد، وركعتي الطواف، وصلاة الجنازة في أصح أقوال
العلماء.
أما من يصلي قبل المغرب وقبل العشاء وقبل صلاة الجمعة فدليله ما رواه عبد
الله بن المغفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بين كل أذانين صلاة)) رواه البخاري ومسلم.
والمقصود بالأذانين: الأذان والإقامة.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.