السلام عليكم شيخنا الفاضل هي أسئلة كبيرة ولكنها خرجت من فم غلام صغير… كنت أفكر فيها قبله ومنذ زمن رغم قدم التزامي وما تبعه من توجهات إسلامية في حياتي… لماذا خلق الله هذا الكون لماذا الملائكة لماذا الشيطان ( لماذا أوجد الله هذه القصة من بدايتها إلى نهايتها؟؟ – كما سألني ولدي اليوم )… لماذا يعذبنا الله ما دام هو من كتب علينا كل شيء منذ ولادتنا… أعلم وأعتقد أن هناك حكمة قد تخفى علي وعلى غلامي… أسئلة أحاول الإجابة على بعضها بما أحفظه من قرآن أو بما تعلمته خلال مسيرة حياتي… ولكن أريد إجابة أستطيع أن أقتنع بها قبل ولدي لأستطيع إقناعه… بلغني أن الرسول صلى الله عليه وسم قال : يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته. ولكني أسأل ليطمئن قلبي وأعرف كيف أواجه أو أربي ولدي وأجيب على تساؤلاته.. ولدي البالغ من العمر 9 سنوات، نعيش معه في دولة غربية… نحاول قدر المُستطاع أن ننشأه نشأة إسلامية ليعرف ربه ودينه ما استطعنا لذلك سبيلا… ولدي الذي يحب اللهو ويكره التعب… يحب أن يتعلم دون مجهود أو تعب… يسأل أسئلة أصبحنا نحسها كبيرة قد سألناها قبله ﻷنفسنا أو لمن حولنا وأقنعنا أنفسنا بإجابات تبين أنا غير مقتنعين بها أو غير مستوعبين لها كما يجب… أرجو أن تكون الإجابة وافية لما للأمر من أهمية… شاكرين لكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأخ الكريم السائل عن تساؤلات غلام صغير لماذا خلق الله هذا الكون وما فيه من مخلوقات:
لا شك أن هذا سؤال كبير قد حارت فيه العقول، وكثرت فيه النقول، وتناثرت حوله الآراء، وطاشت فيه المفاهيم، بين مثبت مؤمن بوجود الله، وآخر ناف ملحد جاحد، والموفق من هداه الله إلى طريق الفهم السليم، والعمل السديد.
والحديث الذي ذكره الأخ السائل عن الوسوسة صحيح، وهناك حديث آخر يوضحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال: (وقد وجدتموه؟ قالوا نعم. قال: ذلك صريح الإيمان ) رواه مسلم.
قال الخطابي: معناه أن صريح الإيمان هو الذي منعكم من قول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم، والتصديق به، وليس معناه أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان؛ وذلك أنها تتولد من فعل الشيطان وتسويله.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهية العظيمة له، ودفعه عن القلب هو صريح الإيمان.
قال ابن القيم: من جاءه الوسواس فليقرأ: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) الحديد، 3.
وقوله تعالى: (وإمّا ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنّه سميع عليم) الأعراف، 200.
وفي حديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا: خلق الله الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله) رواه مسلم.
والعقلاء مجمعون على أن لكلّ مخلوق خالقا، ولكلّ موجود موجدا. ولنعرض هذه القواعد العقلانية، لنوضح الصورة:
الأصل في الخالق الوجود فوجوده واجب عقلا.
والأصل في الكون العدم فوجوده ممكن عقلا.
ولا يمكن أن يكون السبب في إيجاد ما الأصل فيه العدم إلا واجب الوجود.
ولنشرح المسألة قليلا:
الأصل في الخالق الوجود فوجوده واجب عقلا؛
لأنه يستحيل على العقل قبول خالق للخالق وإلا لم يعد خالقا بل أصبح مخلوقا، فالخالق هو الموجد لغيره ومن كانت هذه صفاته فلا يقال من أوجده، لأنه هو الأصل في إيجاد كل موجود، ولولاه لما وجد أيّ موجود، فلذلك سمي واجب الوجود.
والأصل في الكون العدم فوجوده ممكن عقلا،
نعم الأصل في الكون العدم؛ لأنّ الكون مخلوق فكيف يكون وجوده ممكنا عقلا، فعندما أثبتنا أن هناك خالقا أصبح وجود الكون ممكنا عقلا، فالخالق يحول العدم إلى الوجود.
ولا يمكن أن يكون السبب في إيجاد ما الأصل فيه العدم، إلا واجب الوجود.
يعني يستحيل تحويل ما كان معدوما (لا شيء) إلى الوجود (إلى شيء) بذاته؛ لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه، وإنما يتحوّل العدم من لا شيء إلى شيء بواسطة الخالق سبحانه وتعالى، قال تعالى: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) الإنسان، 1-2.
فأخبر تعالى أنّه خلق الإنسان من العدم، فأوجده بعد أن لم يكن شيئا، فأصبح بأمره موجودا.
وقس على ذلك بقية المخلوقات، فلولا وجود الخالق لما كان هنالك خلق على الإطلاق، فوجود هذه المخلوقات يدل دلالة واضحة على وجود الخالق، ولا ينكر هذا إلا من تعطل عقله، وران على قلبه العمى.
وقديما قال الأعرابي بفطرته متعجبا لمن أنكر وجود الخالق، قال: البعرة تدل على البعير، وأثر السير يدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا يدل ذلك على الحكيم الخبير.
وأجهل من هؤلاء، من زعم بأن هذه المخلوقات جاءت عن طريق الصدفة، ونحن نعلم أنّ الصدفة أمر لا يتكرر ولو تكرر لم يعد صدفة، فكيف لهؤلاء أن يقولوا أن الشمس وجدت في مكانها صدفة، لو تقدمت بأشبار لأحرقت الأرض ومن عليها، ولو تأخرت لتجمدت الأرض ومن عليها فقالوا هذه صدفة.
وعن القمر، لو تقدم باتجاه الأرض، وخرج عن مداره لفاضت مياه البحار والأنهار، وأغرقت الكرة الأرضية ومن عليها حتى يعلو الماء فوق قمة إيفرست. قالوا هذه صدفة! ولو تأخر عن مداره لغاضت المياه في قعر الأرض واختفت الينابيع والأنهار والبحار، فقالوا هذه صدفة! وقس على ذلك خلق الانسان العجيب، وخلق الحيوان، وخلق النبات، وخلق الطيور، والحشرات، والزواحف، ورفع السموات بغير عمد نراها ونظام الجاذبية…. الخ..الخ
كل هذا يقولون هو صدفة، ونحن نعرف أنّ الصدفة كما عرفها أهل الاختصاص: أمر يقع بدون إعداد بشكل عرضي مفاجئ ولا ينتج عنه نظام، ولا تعتريه قواعد، ولا يبنى عليه مواقف أو نتائج، فهل هذا ينطبق على العظيم المشاهد من صنع الله؟!
ورد أن الامام أبا حنيفة رحمه الله ناقش هذه الفئة التي زعمت بأن الكون جاء عن طريق الصدفة، وكان قد أعطاهم موعدا قد حدده، فتأخر عن موعده لغاية أرادها، وكان بينه وبينهم نهر دجلة، فعندما وصل متأخرا وكانوا قد اجتمعوا لملاقاته ونقاشه، لاموه وعاتبوه على تأخّره، فقال لهم: إذا عرفتم السبب عذرتموني في تأخري. قالوا: وما ذاك- أي ماالذي أخرك- قال: حضرت إلى طرف النهر لأركب قاربا يقلني إليكم فلم أجد، وطال بي الانتظار حتى هممت بالرجوع، ولكن فجأة سمعت صوت أغصان تقطع من طرف الوادي، فانتظرت، واذ بهذه الأغصان تتجمع بعضها فوق بعض تدق فيها المسامير، وتشد فيها الصواميل حتى شكلت مركبا وتقدّم نحوي، فركبت فيه واتجه نحوكم بلا قائد ولا من يوجهه، حتى وصلت إليكم فهذا سبب تأخيري فاعذروني، فنظر بعضم إلى بعض وقالوا: يبدوا أن الرجل قد فقد عقله وأصابه الجنون، ثم صرحوا له بذلك فقالوا: هل أصاب عقلك شيء، فأصبحت تتحدّث كمن لا عقل له! قال لهم لماذا؟ قالوا كيف نصدق أن هذا القارب قد صنع نفسه بنفسه هذا محال لابد له من صانع؟ عند ذلك قال أبو حنيفة هذا ما أردت أن تفهموه فإذا كان يستحيل على القارب الصغير صناعة نفسه بنفسه وأثبتم له صانعا فكيف بالله عليكم صدقتم أن هذا الكون وما فيه من عجائب المخلوقات والمصنوعات قد صنع نفسه بنفسه، فعاد إليهم رشدهم وقالوا صدق أبو حنيفة وغلبنا بحجته وعادوا إلى الإيمان بعد أن أغواهم الشيطان.
والله تعالى أمرنا أن ننظر في ملكوته، وأن نتأمل عظيم صنعه لنعرف عظمته قال تعالى: (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج، والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج، تبصرة وذكرى لكل عبد منيب، ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد، والنخل باسقات لها طلع نضيد، رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتًا كذلك الخروج) سورة ق، 6-11
وقال تعالى: ( ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا، وخلقناكم أزواجا وجعلنا نومكم سباتا، وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا، وبنينا فوقكم سبعا شدادا، وجعلنا سراجا، وهاجا، وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا، لنخرج به حبا ونباتا، وجنات ألفافا) النبأ، 6-16.
وقال تعالى: (ألم نخلقكم من ماء مهين، فجعلناه في قرار مكين، إلى قدر معلوم، فقدرنا فنعم القادرون) المرسلات، 20-23.
وقال تعالى: ( يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك) الانفطار، 6-8.
هذه الآيات الواضحات النيرات، ردت على كل الملحدين والمشككين والجاحدين، من داروين الذي جاء بنظرية التطور والارتقاء، وزعم بأن الانسان لم يخلق بشرا، وإنما حشرة فتطور حتى أصبح قردا ثم انقلب بعد ذلك إلى إنسان.
والله تعالى يقول: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) التين، 4.
ونظرية سقراط وأفلاطون- فلاسفة اليونان- الذين زعموا بأن الإنسان جزء من الطبيعة المحيطة.
ونظرية لامارك الذي جعل التطور من نظام الطبيعة، فنسبوا الخلق والإبداع إلى الطبيعة المخلوقة لا إلى خالق الطبيعة مرورا بنظرية كارل ماركس، ولينين وأمثالهم من الملحدين وصولا إلى نظرية (اجنوستيك) وهي تعبير انجليزي معناه (استحالة إثبات أو إنكار وجود الله).
وخير ما يبطل كل هذه النظريات هو قوله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة، فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاما، فكسونا العظام لحما، ثم أنشأناه خلقا آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين) المؤمنن، 1-14.
والله تعالى لم يخلق الإنسان عبثا، وإنما خلقه ليكون عبدا شكورا قال تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق، وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) الذاريات، 56-58.
وبعث الله الرسل مبشرين ومنذرين، قال تعالى: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) سبأ، 28.
وليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، وليكونوا رحمة للناس قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء، 107
وخلق الله الانسان ليكون خليفة في الأرض يعمرها ويستخرج خيراتها من إقامة المزارع والمصانع والمستشفيات والمدارس… قال تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) البقرة، 30
وليحكم فيها شرع الله، وينشر دين الله بين العباد ليسود العدل، ويعم الخير على البشر قال تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور) الحج، 41.
وجعل الله الدنيا دار ابتلاء، واختبار للإنسان، وبين له طريق الخير، وطريق الشر، قال تعالى: (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) الإنسان، 3.
وقال تعالى: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) العنكبوت، 1-2.
فالدنيا دار عمل وامتحان للإنسان أيشكر أم يكفر؟ وبين له طريق الخير الموصلة لمرضاته، وطريق الشر المؤدية الى التهلكة، وحذر الله البشر من إبليس لأنه عدوهم الأول، وأمرهم بعصيانه لا بطاعته.
قال تعالى: (قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم، ولا تجد أكثرهم شاكرين، قال أخرج منها مذؤوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين) الأعراف، 16- 18.
ومنح الله الإنسان مساحة من حرية الاختيار فيحاسب على ما اختاره، قال تعالى: ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) الزلزلة، 7-8.
ولا يحاسب الله الإنسان على ما أجبر على فعله قال تعالى: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه، إن الله غفور رحيم) البقرة، 173.
ومن رحمة الله بالناس أنه لم يكلفهم أكثر من طاقتهم، قال تعالى: ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) البقرة، 286.
ومن زعم بأن الله ألزم الكافر بالكفر ثم عذبه فقد اتهم الله بالظلم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وهو القائل: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة، وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) النساء، 40.
وفي الحديث القدسي الذي رواه أبو ذر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) أخرجه مسلم.
وفي نهاية الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه: (يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه) أخرجه مسلم.
وحتى لا يطول الموضوع أكثر مما ذكرنا أحيل الأخ السائل على مجموعة كتب أرجو أن يطلع عليها لأهميتها في هذا الباب:
1. كتاب (الله يتجلى في عصر العلم) كتبه ثلاثون من كبار علماء أمريكا.
2. كتاب (خلق الانسان بين الطب والقرآن ) د. محمد علي البار.
3. كتاب (توحيد الخالق) د. عبد المجيد الزنداني.
4.كتاب ( الله جل جلاله) للشيخ سعيد حوى.
5. كتاب (من الشك إلى اليقين) د. مصطفى محمود.
6. كتاب ( شمس العرب تسطع على الغرب) زيغريد هونكة
7. كتاب ( أعظم العظماء) مايكل هارت.
8. كتاب( لماذا أسلمت) اميليا برانت.
ثم اقرأ كتب من أسلموا من كبار علماء الغرب أمثال:
1. جاك كوستو: أكبر علماء البحار في القرن العشرين والذي أسلم بسبب ما اكتشفه من اعجاز في قوله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان)
2. روجيه جارودي: الذي غير اسمه إلى رجاء الله جارودي، كتب عن الإسلام، ودافع عن حق المسلمين في فلسطين وسجن من أجل كتاب ( أساطير إسرائيلية).
3. موريس بوكاي: الذي كتب عن العلم بين القرآن والتوراة والإنجيل وكان ذلك سببا في إسلامه.
4. (المسلمون في تاريخ الحضارة) تاليف ستانوود كب.
والكتب كثيرة في هذا المجال.
ثبتنا الله وإياكم على الإيمان والخوف من الرحمن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد معلم الناس الخير وعلى آله وصحبه وسلم.