Site icon موقع بلدة القلمون في لبنان

تعامل المرأة المسلمة مع غير المسلمة

السؤال:

ما هي ضوابط تعامل المرأة المسلمة مع غير المسلمة؟
(وخصوصا لعمر الشباب وزملاء الدراسة)

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الأخ الكريم السائل عن ضوابط تعامل المرأة المسلمة مع غير المسلمة:
لا شك أنّ الإسلام أمر المسلمين رجالًا ونساءً بحسن التعامل مع الآخرين، وأمرهم بالبر والتلطف بهم والتصدق عليهم إذا لم يكونوا محاربين، قال تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ {سورة الممتحنة 8}
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوةُ الحسنة؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ غُلاَمٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ»، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ» {رواه البخاري}

وهكذا نرى أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح عندما أنقذ الله هذا اليهودي من النار؛ فالمسلم يتمنى الخير لكل الناس، يتمنى لو يهتدون ويدخلهم الله الجنة بدلًا من النار.
وهذا المعنى من البر والإحسان لا تجده إلا عند المسلمين. فلا مانع من الإحسان إليهم ومعاملتهم بالعدل، كما أباح الإسلام التعامل معهم بالبيع والشراء، والقرض والرهن.
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، بِثَلاَثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. {رواه البخاري}
وعليه: فيجوز زيارة أهل الكتاب وغيرهم لمقصد شرعي صحيح، إما لهدايتهم وعَرْضِ الإسلام عليهم، وإما للتجارة.
ولا مانع أن يبدأهم بالتحية؛ كصباح الخير، ومساء الخير. وأن يسأل عن مريضهم، وأن يقدم لهم الهدايا في المناسبات، كزواج، أو ولادة، ونحوهما.
كما لابأس أن تتلقى منهم الهدايا في مثل هذه المناسبات؛ فالإسلام دين يعلو ولا يعلى عليه.
وكذلك يجب أن يكون المسلم ثابت الخطى، لا يخاف؛ فهو يحمل الحق، ويأمر بالعدل، ويدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجادل بالتي هي أحسن.
ولنا مثل في الداعية “عبد الرحمن الصميت” –رحمه الله – حيث ذهب إلى أفريقيا، ودعا الناس في عقر دارهم، وأراهم سماحة الإسلام وصفاء المسلم، وطِيبَ معشره وَحُسْنَ نيته؛ فأسلم على يديه 11 مليونًا.
إنه شخص ولكنه يساوي أُمَّة. رحمه الله وجعله مع الحبيب المصطفى في عليين.
هذه إجابة على السؤال من حيث العموم.
أما إذا أردت كيف تتعامل المسلمة مع غير المسلمة من حيث اللباس وإظهار الزينة: فأرجو إخباري بذلك حتى أجيب عنه إن شاء الله.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، والحمد لله رب العالمين.

Exit mobile version