Site icon موقع بلدة القلمون في لبنان

الشباب ومرحلة ما قبل الخطوبة

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

شيخنا الفاضل، أكرمك الله، جئتكم مستفسرا عن حكم الشرع في شاب مقبل على الخطبة من فتاة ارتضى منها دينها وأخلاقها وسائر عاداتها لكن لم يحن وقت الخطبة بعد. فيلتقيان في الجامعة ليتعارفا، بدون محرم لكن في ساحة الجامعة ولا يختليان، فباحة الجامعة مكان لا يخلو من الناس.

فما حكم الشرع في ذلك ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الأخ الكريم السائل عن شاب مقبل على الخطبة ولم يخطب بعد

كنا قد اجبنا عن هذا الموضوع في فتوى سابقة تحت عنوان (الخطبة بين الشرع والشوارع) فأرجو العودة اليها ونضيف هنا من باب التأكيد، على أن الدين الحنيف عمل على سد الذرائع ، ومن ذلك أن الشيطان حريص على جر الإنسان إلى ما فيه شبهه بحجة أن العمل مصحوب بنية حسنة، وهذا ما سماه ابن القيم رحمه الله (تلبيس ابليس)

ونقول للأخ الذي يقف مع الفتاة أمام الناس بحجة أن هذا ليس من الخلوة، فإذا انتفت الخلوة المحرمة هل أصبح غيرها منفيا؟

سينتج عن هذا الموقف سلبيات كثيرة من أهمها:

1- انها رسالة خاطئة لاخوانك وأخواتك فحواها ان الشباب المتدين يجاري غيره من غير المتدين في الحديث مع الفتيات.

2- في حال تكرار هذا المنظر، قد يصبح أمرا مألوفا غبر مستنكر وهذا خلاف الأولى.

3- لو أن هذا الوعد بالخطبة لم يتم وحصل خلاف بين الإثنين كيف سيكون وقعه على مستقبل تلك الفتاة للتي رآها الناس تقف مع ذلك الشاب؟ فقد يحجب عنها الخطاب لفترة طويلة، ظنا منهم بأنها مرتبطة مع ذلك الشاب الذي تركها وأدار لها ظهره.

4- ثم بعد هذه الوقفات هل تظن أن سمعة الفتاة الطيبة المحتشمة الحيية ستبقى كما كانت أم أنها تدنت بسبب تلك المواقف؟

5- أضف إلى ذلك أن نسبة الحياء قد تدنت عند هذه الفتاة وأصبحت أكثر جرأة بسبب وقوفك معها والحياء رأس مال الفتاة بعد الإيمان. ثم أقول لهذا الأخ هل ترضى ذلك لأختك، ان تقف مع شاب أجنبي عنها تتحدث اليه بحجة التعرف عليه ستقول لا أرضاه، فاعلم ان لهذه الفتاة اخوة لايرضون لأختهم ما لاترضاه انت لأختك.

والطريقة الصحيحة الشرعية هو دخول البيوت من أبوابها، وهو إخبار أولياء الفتاة برغبتك في تلك الفتاة، وعند ذلك تجلس معها بحضور احد محارمها وهذا أكرم لك وأحفظ لسمعتها وهو جلوس مشروع يبارك الله فيه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

Exit mobile version