Site icon موقع بلدة القلمون في لبنان

انتقاد البعض لخطيب الجمعة أو الخطبة

السؤال:

السلام عليكم,

 

هل يجوز للمسلم أن يغتاب ويقيم وينتقد ويقيم ويستهزئ ويسخف خطبة الجمعة…. لأي خطيب كانت؟؟

هذا السؤال في الصميم لأنه وللأسف المسمين إسلاميين والملتزمين يقعون كثيرا بهذا الشيء

 

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير

الجواب:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

الأخ الكريم السائل عن جواز انتقاد البعض لخطيب الجمعة أو الخطبة.

 

للجمعة مكانة عظيمة عند المسلمين فهي فريضة ملزمة لحضور كل ذكر مسلم عاقل بالغ مقيم، وهي فرض عين، بينما غيرها فرض كفاية كصلاة العيدين.


كذلك الدروس والمواعظ والمحاضرات والندوات، كلها مع التخيير.

 

بينما الجمعة فيها إلزام، ومن أجل الخطبة قصرت الرباعية إلى ركعتين، وقد أمر الله تعالى المسلمين بالسعي إليها، وترك كل ما يشغل عنها من أمور الدنيا.


كما أن الخطبة من أعظم وسائل الدعوة؛ لذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالإنصات فيها ومنع أي شيء يؤدي إلى اللغو حتى أنه سمى مسّ الحصا لغوا.

 

ويجب على الخطيب أن يهتم بالخطبة ويختار المواضيع الجديدة التي تهم الناس وتدعو الحاجة إلى طرحها، ووضع الحلول لها، مع اختيار الخطيب الناجح المتمكن من معرفة أحوال الناس ، وما يجب التنبيه عليه، ويجب أن يكون الخطيب من ذوي الكفاءة والقدرة على البلاغ والبيان وإيضاح المعاني، وإقامة الأدلة. ومن المعيب أن لا يعيش الخطيب عصره، ولا يهتم بشؤون الناس ولا يتعرف على قضاياهم التي تؤرق مضاجعهم.

 

ومع الأسف هناك بعض الخطباء يؤدون الخطبة كما يؤدي الموظف وظيفته، وكفى، دون النظر إلى أهمية هذه الخطبة، وما يبنى عليها من تغيير في أرض الواقع، وما هو مقدار تأثيرها بين السامعين، وفي الحقيقة هذا تفريط لا ينبغي أن يستمر.

 

وفي المقابل هناك أناس همهم الإنتقاد، وكان الأولى أن يكون همهم الإصلاح، وطريق الإصلاح هو توجيه النصيحة للخطيب؛ ليحسن من أدائه، ويختار المواضيع التي يحتاجها الناس أكثر من غيرها، ويدرسها ويحللها ويعطيهم عصارة فكره وجهده وخبرته، وليعمل على ذلك، فإن لم يستطع فعليه الإعتزال، وترك المنبر لغيره ممن يكون قادرا على إعطائه حقه من التوجيه والإرشاد والدعوة، وهذا خير من القيل والقال الذي لا يجدي نفعا.

 

والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

Exit mobile version