Site icon موقع بلدة القلمون في لبنان

حكم زوجة الابن من الرضاعة

السؤال:

شيخنا الفاضل: أرضعت أخي لما كان طفلا مرات عديدة. كبر أخي بعد ذلك وتزوج. فهل يحرم زوجي على زوجته؟ وهل يجوز لها أن تكشف عن رأسها أمامه؟

 

الجواب:

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأخت الكريمة السائلة عن حكم زوجة الابن من الرضاعة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما : ((يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب)) متفق عليه.
وللحديث سبب؛ وهو أنّ بعض الصحابة عَرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج ابنة عمه حمزة رضي الله عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحل لي؛ هي ابنة أخي من الرضاعة)) أحرجه البخاري.
وكذلك حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: (استأذن علَيَّ أَفْلَحُ، فلم آذن له، فقال: أتحتجبين مِنِّي وأنا عَمُّك؟!، فقلت: وكيف ذلك؟، قال: أرضعتك امرأة أخي بلبن أخي ، فقالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صَدَقَ أَفْلَحُ، ائذني له)) رواه البخاري.
وفي رواية عند النسائي قال : ((إنه عمك)).
فإذا أرضعت امرأةٌ ابناً أو بنتاً ضمن السنتين من عمرهما خمس رضعات مشبعات أصبح ابنا لها من الرضاعة (والرضعة المشبعة: أن يَرْضَعَ الطفل حتى يترك الثدي من تلقاء نفسه وقد يتكرر هذا في يوم أو في أكثر من يوم أو في مجلس واحد؛ لما روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: (كان فيما نزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات) رواه مسلم.
وعند أبي حنيفة ومالك رحمهما الله، تحصل الحرمة لمجرد وصول لبن المرضعة إلى جوف الرضيع، حتى لو كان قليلا، واستدلا بقوله تعالى (وَأُمَّهَاتُكُمُ الَّلاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ). سورة النساء 23.
والراجح في هذا ما ذهب إليه الإمامان الشافعي وأحمد بأنّ الذي يحرم خمس رضعات مشبعات؛ لحديث عائشة رضي الله عنها.

وما تسأل عنه السائلة : فإذا أرضعتي ولدا أصبحتي أُمًّا له في الرضاعة، وزوجك أصبح أبًا له في الرضاعة، وزوجة هذا الابن تعتبر زوجة ابنه من الرضاعة، ولا مانع أن يراها كما يرى الرجل زوجة ابنه من النسب؛ للحديث السابق الذي ذكرناه، قوله صلى الله عليه وسلم: ((يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب)).

والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

المفتي: الشيخ الدكتور أحمد عبيد حفظه الله.

Exit mobile version