السؤال:
انتشر بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عادة نشر صور أو مواضيع معينة يعلقون عليها: تكون كافر [أي قارئ المشاركة أو من يشاهد الصورة] إن لم تضغط (لايك) أي زر الإعجاب.
وبعضهم يضع قسما في أول مشاركته، ثم يوجه كلامه في آخرها للقارئ بقوله: أنت قد أقسمت، فلا يجوز ألا تضغط زر الإعجاب.
فما حكم هذه الأمور؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ الكريم السائل عن بعض ما انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي؛ كقولهم: تكون كافرا إن لم تضغط “لايك”…الخ.
لا يجوز للمسلم أن يصف أخاه بالكفر، ولو من باب الهزل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((…وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ عَدُوَّ اللَّهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ)) [رواه مسلم]
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله: وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين، وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة، ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة.
أما المسألة الثانية؛ وهي أن يضع أحدهم قسما في أول المشاركة ثم يقول للقارىء قد أقسمت؛ فعليك أن تضغط “لايك” زر الإعجاب: فهذا نوع من الحيلة المذمومة.
عَرَّف ابن القيم رحمه الله الحيلة بقوله: هي استعمال وسيلة وضعت لتحقيق غرض مُعَين في الوصول إلى تحقق غرض آخر غير الغرض التي وضعت من أجله.
قال الجصاص رحمه الله: إنّ فرائض الله إنما وضعت لتؤدى، والواجبات شرعت لتقام، لا لتكون طريقا للتلاعب في أحكام الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)) [رواه مسلم]
وليس في دين الإسلام مبدأ “الميكافيلية” (أن الغاية تبرر الوسيلة)؛ فاستعمال الأساليب الملتوية مخالف لشرعنا.
والله أعلم.
وصلى الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.