“ومن صداقة المعلم نعمة الغريب ونفوذه عند إبراهيم باشا أيضا، حادثة أخرى كلها خطورة وطرافة، هي :
اعتدى إذ ذاك أهل قرية القلمون – قرب طرابلس – على دير سيدة الناطور، جنوبي قريتهم . فنهبوه وخربوه، وشردوا رهبانه، آخذين رئيسه أسيرا أيضا إلى طرابلس حافي القدمين، حاسر الرأس، مربوط اليدين. فهرع مطران الطائفة بطرابلس إلى المعلم نعمة، مع الأعيان، يستجيرون بالمعلم نعمة ويطلعونه على ما جرى. فعرض المعلم نعمة للباشا إبراهيم ذلك الواقع. فأمر حالا باستحضار الرئيس من السجن، وتبين آثار الضرب عليه. فاستحضر مشايخ القلمون وأعيانها واستنطقهم حتى اعترفوا بما جرى. وللحال أمر بتعذيبهم ضربا << بالفلق >> مكلفا بذلك ثلاثين جنديا يضربون كل واحد مائة عصى وعصى. ثم غرمهم بسبعة عشر ألف قرش تعويضا لمسلوبات الدير ومتلفاته. وأضاف هو ( الباشا ) سبعة عشر ألف أخرى من ماله.
ووهب المعلم نعمة أرض << البقيعة >> الشهيرة. بين قريتي بكفتين وكفر قاهل، في الكورة، وأرضا أخرى وسيعة في البلاد العلوية. ( ١)”
١- أطلب تاريخ آل غريب لعبدالله بك غريب ثم تاريخ سورية لجرجي يني ص ٤١٨- ٤١٩
[مصطفى آغا بربر حاكم طرابلس و اللاذقية ١٧٦٧ – ١٨٣٤/ للأب أغناطيوس طنوس الخوري من الرهبانية اللبنانية / ص ١٣٦ ]
نشكر الاخ عبد الرحمن حمزة على تزويدنا بهذه المادة