السلام عليكم
شيخنا الفاضل
نحن نعيش في أمريكا الشمالية، وفي حياتنا اليومية وبوجود المحلات التي تبيع اللحم الحلال قد لا نحتاج لأكل أهل الكتاب من لحوم تمت تذكيتها بطريقة مختلفة عن الطريقة الإسلامية، ولكن أثناء أسفارنا وتنقلاتنا أو أعمالنا التي قد تعتمد على السفر بين مناطق مختلفة داخل أمريكا الشمالية أو في أرجاء أوروبا وقد يكون ذلك بطريقة مستمرة وليست طارئة ندخل المطاعم مع أصحاب العمل أو في الأوتيلات ونتحرج من أكل اللحوم من أجل قضية الذبح وقد اطلعنا على فتوى للشيخ القرضاوي حفظه الله على العنوان التالي (أنقر هنا)
فأحسسنا أن الأمر فيه سعة ولكن قلنا علنا لم نفهم جيداً إلى ما قصد إليه الشيخ، فآثرنا أن تشرحوا لنا الأمر بطريقة ربما أبسط أو تؤكدون فهمنا بحلية أكل أهل الكتاب أو العكس…
شاكرين لكن صبركم علينا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأخ الكريم السائل عن ذبائح أهل الكتاب.
فقد بين تعالى: (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم) (المائدة 5)
فهذه الآية عامة في كل طعام يأكله أهل الكتاب.
ثم جاءت الآيات مفصلة قال تعالى: (قل لا أجد فيما أوحي إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به) (الأنعام 145)
ففي هذه الآية وضح تعالى أن من المحرمات لحم الخنزير والميتة والدم المسفوح حتى لو كان هذا من طعام أهل الكتاب.
والأصل عند أهل الكتاب هو ذبح الحيوان وذكر اسم الله عليه والدليل حديث عائشة رضي الله عنها قالت (إن أناسا قالوا: يا رسول الله ان قوما يأتوننا باللحم لاندري أذكر اسم الله عليه أم لا؟ قال: سموا عليه أنتم وكلوا) (أخرجه البخاري)
هذا الحديث حسم المسألة وهو الذبح ولكن الشك في ذكر اسم الله عليه فقال عليه الصلاة والسلام: (سموا أنتم وكلوا)
ولكن لو أن إنسانا مسلما علم أن الحيوان المطبوخ لم يذبح كأن يراه قبل طبخه كما يعرض أحيانا في أوروبا فقد رأيت في فرنسا دجاجا معلقا في البراد قبل طبخه وعنق الدجاجة سليم ليس فيه أثر للذبح فمثل هذا يعتبر ميتة لا يجوز أكله وكذلك لو أخبره صاحب المحل بأنه ضرب حتى مات أو صعق بالكهرباء فمثل هذا لا يجوز أكله، أما إذا لم يعرف الطابخ وقال لا أدري فعند ذلك لابأس بالأكل من هذا اللحم بعد التسمية عليه والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.