الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد
الأخ الكريم السائل عن إحياء ذكرى أسبوع الميت، أو أربعينه وقرآءة القرآن فيه، روى أبوهريره رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.
فهذا الذي ينفع الميت بعد موته، أما قراءة القرآن على الأموات فهو من عمل غلاة المتصوفة، الذين تركوا الدعوة إلى الله وجلسوا في الزوايا والتكايا، والله تعالى أنزل القرآن للأحياء وليس للأموات فهو دستور أمة الإسلام وقانون دولة الإيمان، لكي يعمل الناس بهديه ويتخلقوا بأخلاقه، قال تعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) (فصلت 33) فالقرآن للأحياء وليس للأموات الذين انقطعوا عن الدنيا، قال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا) (الإسراء 9)
أما قوله صلى الله عليه وسلم: (إقرءوا ياسين على موتاكم) رواه أبو داود
قال العلماء تقرأ عند الإحتضار ليسمعها المحتضر لما فيها من التذكير بالآخرة.
أما قضية إحياء ذكرى أسبوع الميت وأربعينه فهو تقليد نصراني لا أصل له في الإسلام، والإسلام ليس من هديه تجديد الإحزان والإحتفال بها، وما تفعله بعض الفرق من إحياء ذكرى إستشهاد الحسين رضي الله عنه فهو خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلاف مذهب أهل السنة والجماعة.
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه العرباض بن سارية: (تركتكم على البيضاء وفي رواية (على المحجة البيضاء) ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) (رواه ابن ماجه وصححه الألباني).
فالخير كل الخير في السير على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أما تقليد غير المسلمين ومخالفة نهج سلف الأمة فلا خير فيه.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وجنبنا فعاله.
والحمدلله رب العالمين.