السؤال:
أنا مقيم في الخارج، نظام البنوك مختلف قليلا عن البنوك في البلاد العربية من ناحية الوظائف، يتم الإعلان كثيرا عن وظائف لدى البنك في مجال إدارة المشاريع أو إدارة شبكات الكمبيوتر.
هل يجوز العمل في البنك ضمن هذه الوظائف ؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأح الكريم السائل عن العمل في إدارة مشاريع أو شبكات كمبيوتر لبنك ربوي:
العلماء متفقون على حرمة العمل في البنك الربوي، فيما كان مباشرا للعملية الربوية؛ كأن يكون آكلا للربا أو مؤكلا له، أو شاهدا، أو كاتبا؛ لما رواه جابر رضي الله عنه قال: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ) [رواه مسلم].
ويدخل في هذا: كتابة الديون وتوثيفها والشهادة عليها، والعمل في قسم المحاسبة، وكذلك جلب الزبائن، أو عمل دعاية للبنك ونحو ذلك.
هناك رأي لبعض العلماء أنّ العمل جائز إذا كان بعيدا عن مباشرة العمل المحرم؛ كأن يكون سائقا، أو طباخا، أو خادما ونحو ذلك.
ورأي ثالث للعلماء: أنّ كل ما يتعلق بالبنك من قريب أو من بعيد يجب تجنبه، عملا بنصوص الترهيب من الربا والمشاركة في أنشطته المباشرة وغير المباشرة، وذلك من باب اتقاء الشبهات، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: ((…فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ…)) [رواه مسلم].
وهو الرأي الراجح، والله أعلم؛ لأنّ العمل بالأحوط في مسائل الربا فيه إبراء للذمة، وتحري لطيب المطعم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.