هل القُبلة للصائم تفسد صيامه؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد
الأخ الكريم السائل عن ( قبلة الصائم )
إعلم أخي الكريم أن في الموضوع تفصيلاً
فقد روت أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم وكان أملككم لإربه ) رواه البخاري ومسلم.
والمقصود بالإرب : حاجة النفس ووطرها.
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (هششت فقبلت وأنا صائم فقلت: يا رسول الله صنعت اليوم أمراً عظيماً فقبلت وأنا صائم، فقال صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو تمضمضت من إناء وأنت صائم؟ قلت: لابأس به، قال: فمه؟ ) رواه أبو داوود
ومه: أي ماذا في ذلك – تقال للاستفهام.
فشبه رسول الله القبلة بالمضمضة من حيث أنها مقدمات الشهوة فإن المضمضة إن لم يعقبها بلع للماء فهي جائزة وكذلك القبلة إن لم يعقبها مايفسد الصيام فلا مانع منها وإن كان تركها أولى.
وقد لخص المسألة الإمام ابن قدامة رحمه الله وقسمها أقساماً ثلاثة، قال :
إن كان المقبل ذا شهوة مفرطة بحيث يغلب على ظنه أنه إذا قبل أنزل لم تحل له القبلة لأنها مفسدة لصومه فحرمت كالأكل.
وإن كان ذا شهوة وسط كره له ذلك لأنه يعرض صومه للفطر ولا يأمن عليه الفساد.
وإن كان ممن لا تحرك القبلة شهوته كالشيخ الهرم لا يكره له ذلك، وبه قال الإمامين أبو حنيفة والشافعي رحمهما الله تعالى، المغني جزء 4 ص 362
والأولى في هذا كما سبق أن ذكرنا ترك القبلة للصائم إلا إن كانت قبلة رحمة كأن تكون المرأة مريضة وبحاجة إلى مواساة لتخفيف آلامها، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الشيخ الدكتور أحمد عبيد حفظه الله